التجاوز إلى المحتوى الأساسي
0

الهضم

الهضم

لقد أولى العلماء في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالميكروبيوم البشري. ويمثِّل الميكروبيوم البشري جميع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أجسامنا، والتي يمكن تواجدها في الأمعاء والجلد وتجويف الفم والجهاز البولي التناسلي. وتُعَد وظيفة الميكروبيوم مهمة جدًا لعمل الجسم الطبيعي، لدرجة أنَّنا ننظر إليه في الوقت الحاضر على أنَّه أعضاء جسم الإنسان.

ومن المحتمل أن يكون للميكروبيوم المعوي أكبر تأثير على صحتنا ورفاهيتنا. كما أنَّه يؤثر على عمل الدماغ وجهاز المناعة والتوازن الهرموني. وتُجرى المزيد والمزيد من الأبحاث حول العلاقة بين الدماغ والجهاز الهضمي. ويرتبط ما يسمى بمحور الأوعية الدموية الدماغية بتطور اضطرابات عقلية مختلفة وأمراض أخرى، مثل الاكتئاب، ومتلازمة القولون العصبي، وأشكال مختلفة من القلق والتوتر، وحتى مرض الزهايمر.

ويعتمد الميكروبيوم المعوي إلى حد كبير على الطعام الذي نتناوله، ولكن يمكن أيضًا أن يتأثر جزئيًا بتناول البروبيوتيك والبريبايوتكس. ونرغب في ما يلي أن نتطرق إلى بعض العناصر الغذائية التي تُعَد مهمة بشكل خاص لصحة الجهاز الهضمي.

الكولاجين

تتمثل وظيفة الكولاجين في أجسامنا في تزويد الأنسجة بهيكل محدد، والذي يتضمن أيضًا البنية المحددة للأنسجة في الجهاز الهضمي. ويبلغ طول الجهاز الهضمي حوالي 9 أمتار في المتوسط. وبالتالي إنَّ هذه التسع  أمتار من الأنسجة تحتاج باستمرار إلى إمدادات من الكولاجين. وتُستعمَل أيضًا الحموض الأمينية المهضومة عن طريق هضم الكولاجين المتحلل بالماء (المُحلمَه) لتجديد جدار الأمعاء، إضافة إلى أمور أخرى، مما قد يؤثر إيجابًا على أعراض متلازمة الأمعاء المنفصلة (المصدر 1). وتكمن مشكلة الأمعاء النفوذة في أنَّ العديد من السموم أو حتى البكتيريا يمكنها أن تمر من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم.

ويُعَد الكولاجين أيضًا مصدرًا جيدًا للجليسين، وهو حمض أميني له تأثير مثبت كمضاد للالتهابات (المصدر 2). إنَّ الالتهابات هي سبب للعديد من الأمراض الأخرى، لذلك فإنَّ العوامل المضادة للالتهابات هي مهمة للغاية.

الكركمين

الكركمين هو عنصر فعَّال ذو وظيفة مضادة للالتهابات، وهو موجود في جذور نبات الكركم. ومن خلال تثبيط العمليات الالتهابية، فإنَّه يمكن أن يمنع تطور متلازمة القولون العصبي (المصدر 3).

ميثيل سلفونيل الميثان (MSM) 

إنَّ MSM هو مضاد للالتهابات، ويساعد على تحسين الهضم نتيجة لقدرة MSM على إزالة النفايات الأيضية (الاستقلابية) من الخلايا، ويمكن أن يساعد في إعادة بناء بطانة الجهاز الهضمي للجسم، وتقليل تفاعلات الالتهاب لأطعمة معينة.

الفيتامين C

يلعب الفيتامين C دورًا في الهضم، وبدون وجود كمية كافية من الفيتامين C في النظام الغذائي، فإنَّه يقل إنتاج حمض الهيدروكلوريك، مما يتركنا مع أعراض هضم سيئة، تشمل التجشؤ، والضراط، والحموضة المعوية. ومن خلال الحصول على ما يكفي من الفيتامين C، فإنَّه يمكنك ببساطة تحسين عملية الهضم لديك.


Source

  1. Bischoff SCBarbara GBuurman WOckhuizen TSchulzke JDSerino MTilg HWatson AWells JM. Intestinal permeability--a new target for disease prevention and therapy. BMC Gastroenterol. 2014 Nov 18;14:189. doi: 10.1186/s12876-014-0189-7.
  2. Zhong ZWheeler MDLi XFroh MSchemmer PYin MBunzendaul HBradford BLemasters JJ. L-Glycine: a novel antiinflammatory, immunomodulatory, and cytoprotective agent. Curr Opin Clin Nutr Metab Care. 2003 Mar;6(2):229-40.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط من أجل تحسين أدائه
لا تؤثر ملفات تعريف الارتباط هذه على خصوصيتك المزيد...